الأحد، 21 أغسطس 2011

هكذا الدنيا





يحكى أن رجلاً تكالبت عليه المشاكل من كل جانب وأصبح مهموماً مغموماً، ولم يجد حلاً لما هو فيه..
فقرر أن يذهب إلى أحد (الحكماء) لعله يدله على سبيلٍ للخروج من الهم الذي هو فيه وعندما ذهب إلى الحكيم ..
سأله قائلاً:
أيها الحكيم لقد أتيتك وما لي حيلة مما أنا فيه من الهم فأرشدني؟
فقال الحكيم بعد أن نظر في وجه ذلك الرجل:
أيها الرجل سأسألك سؤالين وأُريد منك إجابتهما
فقال الرجل: اسأل؟
فقال الحكيم: أجئت إلى هذه الدنيا ومعك تلك المشاكل؟
قال الرجل: اللهم لا..
فقال الحكيم: هل ستترك هذه الدنيا وتأخذ معك تلك المشاكل؟
قال الرجل: اللهم لا..
فقال الحكيم: أمرِ لم تأتِ به، ولن يذهب معك ..
الأجدر ألا يأخذ منك كل هذا الهم فكن صبوراً على أمر الدنيا وليكن نظرك إلى السماء أطول من نظرك إلى الأرض
يكن لك ما أردت
فخرج الرجل منشرح الصدر مسرور الخاطر مردداً:
أمر لم تأت به ولن يذهب معك لا يستحق أن يأخذ منك كل هذا الهم
قال الشافعي:
دع الأيام تفعــــــــل ما تشــاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجــــــــزع لحادثة الليالي ..... فما لحـــوادث الدنيا بقـــــاء
هذا الرجل البسيط اقتنع بحلول الشيخ:
لأنه وجد العلاج الناجح
فلا توجد في هذه الحياة أية منغصات (لا صغيرة، ولا كبيرة) إلا ولها حل حتى وإن لم يكن في أيدينا الحل حالياً!!
لكن هو بيد من يدبر الأمور ويقدر المقادير إنه الله ربي .....
إذا لسنا مجبورين بتضييع أوقاتنا بالتفكير في مشاكلنا وهمومنا مادام أنها ستذهب عنا لا محالة
ومثلما أتينا إلى هذه الدنيا بإرادة ليست لنا ..
فإن الهموم قد أتت بإرادة ليست لنا وسنرحل عن الدنيا بدون مشاكلنا وهمومنا
فلا نجعل سعادتنا مشروطة بزوال جميع مشاكلنا، فهكذا هي الدنيا
ولابد أن نوقن فعلا أننا لسن مخلدين ولا شيء يستحق منا التفكير وطول الأمل في الحياة
التي فيها الكثير من المشكلات والعقبات وحتى نعيش حياتنا بسعادة وهناء
لا يجب أن تكون المشاكل هي اهتماماتنا الكبرى والحياة تستمر بخيرها وشرها وإن لم تتوافق مع رغباتنا وحاجاتنا
بل علينا أن نتعايش معها بالصبر والرضا بالقدر والشكر والحمد لله على كل نعمة تصل إلينا..
ولتكن نظرتنا إلى الحياة بنظرة إيجابية وهي من تحول الآلام إلى آمال والأنات إلى ألحان ونغمات.

هل ابتلعت أفعى ذات يوم؟

هل ابتلعت أفعى ذات يوم؟
.
.
.
.
توجد قصة تحكي عن فلاح أرسلوه بزيارة إلى منزل رجل نبيل, استقبله السيد ودعاه إلى مكتبه وقدم له صحن حساء. وحالما بدأ الفلاح تناول طعامه لاحظ وجود أفعى صغيره في صحنه.وحتى لا يزعج النبيل فقد اضطر لتناول صحن الحساء بكامله. وبعد أيام شعر بألم كبير مما اضطره للعودة إلى منزل سيده من اجل الدواء. استدعاه السيد مره أخرى إلى مكتبه, وجهز له الدواء وقدمه له في كوب. وما إن بدأ بتناول الدواء حتى وجد مرة أخرى أفعى صغيرة في كوبه. قرر في هذه المرة ألا يصمت وصاح بصوت عال أن مرضه في المرة السابقة كان بسبب هذه الأفعى اللعينة.

ضحك السيد بصوت عال وأشار إلى السقف حيث علق قوس كبير, وقال للفلاح: إنك ترى في صحنك انعكاس هذا القوس وليس أفعى- في الواقع لا توجد أفعى حقيقية
نظر الفلاح مره أخرى إلى كوبه وتأكد انه لا وجود لأيه أفعى, بل هناك انعكاس بسيط, وغادر منزل سيده دون أن يشرب الدواء وتعافى في اليوم التالي
.
.
.
.
.
.
.
عندما نتقبل وجهات نظر وتأكيدات محدده عن أنفسنا وعن العالم المحيط فإننا نبتلع خيال الأفعى. وستبقى هذه الأفعى الخيالية حقيقية ما دمنا لم نتأكد من العكس

ما أن يبدأ العقل الباطن بتقبل فكرة أو معتقد ما سواء كان صائبا أو لا , حتى يبدأ باستنباط الأفكار الداعمة لهذا المعتقد.

إن العقل قادر على تشويه صورة الواقع ليصبح ملائما ومطابقا لوجهات نظرك.